أخبار الجنوبأخبار اليمن

تقرير : مشاركة بن زايد في حرب اليمن يهدد تماسك الإمارات

قالت مجلة انتليجنس أون لاين إن خطوات أبو ظبي في اليمن، لم تعد ترضي الأوساط الداخلية لبقية الإمارات، بسبب اعتمادها في الصراعات الخارجية، على عناصر من الإمارات الأصغر والأكثر فقراً.

وتطرقت المجلة إلى ات الإمارات لم تعد متحدة لاسيما ان استراتيجية أبو ظبي الإقليمية لا ترضي بعض الإمارات الأخرى.

أعادت خسائر الإمارات في اليمن، الحديث مجدداً عن خلافات داخلية بين حكام الاتحاد.

أكد ذلك راشد بن حمد الشرقي، نجل حاكم إمارة الفجيرة، عقب فراره منها.

صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، نقلت في 14 يوليو/تموز 2018 استياء حكام الإمارات الست.

الصحيفة أشارت إلى أن أبو ظبي لم تشاورهم قبل إرسال القوات الإماراتية إلى اليمن.

كما بلغ عدد الوفيات في صفوف المنتمين لإمارة الفجيرة أكبر منه في إمارة أبو ظبي ذات العدد الأكبر.

الأرقام تؤكد الباحث الأمني، أحمد مولانا، اعتبر أن أعداد القتلى الذي تم رصده من بيانات القوات المسلحة الإماراتية، دليلاً واضحاً على اختلال نسب الخسائر بين الولايات الإماراتية مقارنة بأعداد سكانها.

 

فقد بلغ عدد الذي لقوا مصرعهم من الجيش الإماراتي حتى يوليو/تموز 2019 نحو 100 شخص، بينهم 58 في شهر سبتمبر وحده عام 2015 قتلوا في مدينة مأرب.

 

بتحليل بيانات 52 من هؤلاء، يتضح أن الفجيرة التي قتل فيها 13 عنصراً، هي الخاسر الأكبر، رغم أنها أقل كثافة سكانية من أبو ظبي التي حلت بالمرتبة الثانية ب 11 قتيلاً.وفي رأس الخيمة بلغ عدد القتلى 10 مقابل 8 آخرين في الشارقة.

 

وتقاسمت كل من دبي بـ 6 قتلى، وعجمان بـ 3، وأم القيوين بقتل واحد بقية الخسائر في تلك الفترة.

 

ووفق الإحصائيات السنوية لعام 2018، تعادل نسبة سكان أبو ظبي 55% من مواطني دولة الإمارات.بهذا نجد أن نسبة المتوفين تبلغ 21% وهو ما يثبت محدودية خسائر أبو ظبي مقارنة بعدد مواطنيها

 

محاولات لامتصاص الاحتقان تفسر تلك الأرقام، مسارعة الشيخ محمد بن زايد، لتعزية وزيارة أهالي قتلى العمليات العسكرية في بيوتهم بالإمارات المختلفة، وتخصيصه لمكتب يرعى شؤونهم.

 

تصريحات رئيس الوزراء الإماراتي وحاكم دبي الأمير محمد بن راشد، تشير ضمنياً إلى التوتر في العلاقات الداخلية.

 

فقد كتب بن راشد تغريدات عدة تشير إلى انزعاجه من خوض الإمارات بشكل مكثف في السياسة بالعالم العربي.

 

يعكس ذلك، خطوات الإمارات في تخفيض قواتها باليمن، من 10 آلاف إلى 5، وسحبها بطاريات باتريوت، مع تصاعد التوتر في الخليج العربي، لاسيما مع إيران.

 

كل ذلك دفع أبو ظبي، إلى السعي لتهدئة مخاوف حكام الإمارات الست الأخرى، من خلال البرهنة على تخفيف انخراطها في الحروب الخارجية.

تاريخ حافل بالانقسامات منذ قرون عديدة، سكن القواسم في ساحل الخليج العربي، وبدأت الأساطيل الغربية تفد إليه، للتحكم في حركة الملاحة.

 

دارت بين القواسم وقوى أجنبية، حروب عدة، انتهت بانتصار بريطانيا في القرن التاسع عشر.

 

في أراضي الإمارات الصحراوية الداخلية، تمركزت قبائل بني ياس، في القرى المتاخمة لواحة “ليوا”.في عام 1761، انتقل شيخ عشيرة آل بوفلاح (التي ينتمي لها آل نهيان) والمنحدرة من بني ياس إلى أبو ظبي.

 

في أوائل القرن التاسع عشر، استقر عدد من أبناء عشيرة البوفلاسة المنحدرة من بني ياس في خور دبي، وأسسوا حكم آل مكتوم في الإمارة.

 

عقدت بريطانيا عقب انتصارها، سلسلة من الاتفاقات مع شيوخ إمارات الساحل، أبرزها الامتثال لتعليمات بناء التحصينات والدفاعات على طول ساحل الخليج والتعهد بعدم الدخول في اتفاقيات مع أي قوة أو دولة أخرى عدا الحكومة البريطانية.

 

عانت المنطقة آنذاك، من فقر شديد، إلى أن جاءت الانفراجة باكتشاف النفط.

 

صُدرت أول شحنة نفط خام من ميناء أبو ظبي في عام 1962، بينما صُدر النفط لأول مرة من دبي في عام 1969.مع ظهور حركات عربية في الخمسينات والستينات، عملت بريطانيا على إعادة ترتيب الوضع في المنطقة، فدعمت انقلابات أطاحت بحاكم الشارقة، والشيخ زايد آل نهيان، بذريعة تطبيق إصلاحات اقتصادية واجتماعية.

 

قصة التأسيس بعد إعلان لندن عزمها الانسحاب من المنطقة، عقدت دول خليجية جلسات تشاورية، لتكوين اتحاد فيما بينهم، لكن البحرين انسحبت لخلاف على نصيب كل إمارات من الوزارات.

 

أعلنت المنامة استقلالها في أغسطس 1971، وتلتها قطر في الشهر التالي بينما رفض حاكم رأس الخيمة الانضمام للاتحاد بسبب اشتراط الدستور المؤقت صدور قرارات الاتحاد بموافقة دبي وأبو ظبي.

 

في حين وافقت الإمارات الستة الأخرى (أبو ظبي، دبي، عجمان، أم القيوين، الشارقة، الفجيرة)، على الاتحاد معا، وأُعلن في 2 ديسمبر 1971 عن تأسيس دولة الامارات العربية المتحدة.

 

اختير الشيخ زايد كرئيس للدولة الوليدة لفترة 5 سنوات، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي كنائب للرئيس.قبيل الإعلان عن تأسيس الاتحاد، سيطرت إيران في 30 نوفمبر 1971 على جزيرتي طنب الكبرى، وطنب الصغرى التابعتين لإمارة رأس الخيمة.

 

أجبرت طهران حاكم الشارقة على توقيع اتفاق لتقاسم إدارة جزيرة أبو موسى. لم يعد بإمكان رأس الخيمة البقاء منفردة، فانضمت إلى الاتحاد في 10 فبراير 1972.

 

ظلت كل إمارة تحتفظ بقواتها العسكرية الخاصة، وبسيادتها على الشؤون الداخلية، وملكيتها للثروات والموارد الطبيعية الموجودة على أراضيها.

أبرز العقبات التي واجهت الاتحاد الإماراتي حدثت خلافات وصلت لدرجة الاشتباك المسلح، بين إمارات الاتحاد، ولم يكن الاتحاد متماسكاً.

 

اندلعت اشتباكات بين قوات الشارقة والفجيرة عامي 1972 و1974 على خلفية النزاع حول ترسيم الحدود بينهما.

 

جرت اشتباكات بين إمارتي الفجيرة ورأس الخيمة على خلفية النزاع حول ملكية منطقة مسافي وأجوارها.

 

تعرضت الشارقة لاضطرابات إثر اقتحام حاكمها المعزول سابقا الشيخ صقر بن سلطان القاسمي في يناير 1972 لقصر أمير الشارقة وإجباره إياه على التنازل عن الحكم.

 

أعقب ذلك وقوع اشتباكات استعان فيها شقيق أمير الشارقة بقوات الاتحاد.

أسفرت الاشتباكات عن مقتل حاكم الشارقة آنذاك وإلقاء القبض على الحاكم السابق.

 

عُين الشيخ سلطان بن محمد القاسمي شقيق الحاكم القتيل حاكما جديدا للشارقة.

 

أبرز الخلافات بين حكام أبو ظبي ودبي تمديد الدستور المؤقت في عام 1976، حيث رغب الشيخ زايد في اعتماد دستور دائم، وتكوين جيش موحد، فيما أصر حاكم دبي على تمديد الدستور المؤقت الذي يكفل استقلالية كل إمارة في أغلب شؤونها.

 

حرب البيانات بين دبي وأبو ظبي في عام 1979، عقب إعلان الشيخ زايد أن دبي تعارض دمج مؤسساتها في السلطة الاتحادية.

 

رد عليه الشيخ راشد ببيان مضاد، وانتهي الأمر بتعيين الشيخ راشد رئيسا للوزراء.استقر العرف منذ ذلك الحين على أن يكون حاكم أبو ظبي هو رئيس الإمارات، في حين يشغل حاكم دبي منصب رئيس الوزراء.

 

عودة التقارب  تراجعت حدة الخلافات البينية بين إمارات الاتحاد مع اندلاع الثورة الإيرانية في عام 1979، وتبنيها لشعار تصدير الثورة. بعد اندلاع حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق عام 1980 ثم غزو العراق للكويت عام 1990، تقاربت إمارات الاتحاد مع بعضها البعض، وأقر أخيرا في عام 1996 الدستور الدائم لدولة الإمارات.

زر الذهاب إلى الأعلى